إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

516 ـ أبو جعفر المنصور (95 ـ 158هـ) (714 ـ 775م)

عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب، العباسيّ الهاشمي القرشي، أبو جعفر، الملقب بالمنصور: ثاني خلفاء بني العبّاس والمؤسس الحقيقي للدولة العباسيّة، ومن أعظم رجال الإسلام دهاءً وسياسة وشجاعة. ولد المنصور سنة (95هـ)  (714م). أمة بربرية تدعي سلامة.

استعان به أخوه السفاح ـ أوّل خلفاء بني العبّاس ـ في تثبيت الخلافة وولاّه الجزيرة وأذربيجان وأرمينيا، وعهد إليه بالخلافة من بعده فتولاها بعد وفاته سنة (136هـ)  (754م).

في سنة 140هـ شرع المنصور في بناء مدينة بغداد، وفرغ من بنائها سنة 149هـ وسمّاها دار السلام وجعلها عاصمة ملكه بدلاً من الهاشمية التي بناها سلفه السفّاح. وفي سنة 151هـ بنى الرصافة وشيدها. كما أنه اختط مدينة المصيصة والرافقة بالرقة.

قضي المنصور على الساخطين على دولته وعلى رأسهم عبدالله بن عليّ وأبو مسلم الخرساني، ومحمد بن عبدالله بن الحسن العلوي (النفس الذكية) وأخوه إبراهيم. وحمل عيسى بن موسى بن محمّد العباسيّ على خلع نفسه من ولاية العهد، وأخذ البيعة لابنه المهدي.

كان المنصور بعيداً عن اللهو والعبث، كثير الجدّ والتفكير، وعرف عنه الثبات عند الشدائد والحرص على جمع المال وحسن التدبير. صان الثغور وبنى الحصون، وكان أوّل خليفة عباسي يستخدم الأتراك لتثبيت حكمه إدارياً وعسكرياً. وأول من عني بالعلوم من حكام المسلمين العرب. كان عارفاً بالفقه والأدب والحديث والأنساب، مقدماً في الفلسفة والفلك، محباً للعلماء. شرع المسلمون في أيامه يطلبون علوم اليونان والفرس. وهو أوّل خليفة ترجمت له الكتب السريانية والأعجمية بالعربية. وفي عهده عُمل أوّل إسطرلاب في الإسلام، صنعه محمّد بن إبراهيم الفزاري، والإسطرلاب آلة دقيقة تصوّر عليها حركة النجوم في السماء كما تستخدم في حل مشكلات فلكية عديدة، كما تستخدم في الملاحة وفي مجالات المساحة.

توفي المنصور في بئر ميمون (من أرض مكة) محرماً بالحج، إثر مرض باطني مزمن في ذي الحجة سنة (158هـ)  (775م)، ودفن في الجحون بمكة المكرمة.